حظر الحجاب.. أزمة حقوقية تواجه الرياضيات المسلمات في فرنسا
حظر الحجاب.. أزمة حقوقية تواجه الرياضيات المسلمات في فرنسا
تحولت مشاعر الفخر التي كانت تملأ قلب الرباعة سيلفي أيبيرينا إلى قلق عميق، بعدما أصبحت مسألة ارتداء الحجاب في الرياضات الفرنسية على المحك، في ضواحي باريس، تقاتل هذه الرياضية، التي تبلغ من العمر 44 عامًا، لرفع 80 كيلوغرامًا فوق رأسها، ولكنها تشعر بتحديات إضافية نتيجة التوجه الحكومي لفرض حظر على الحجاب في المسابقات الرياضية المحلية.
توجه قانوني يثير الانقسام
القانون المقترح، الذي يهدف إلى منع ارتداء الحجاب في جميع المسابقات الرياضية داخل فرنسا، سيعرض للتصويت قريبًا في مجلس النواب، بعد أن أقره مجلس الشيوخ في فبراير الماضي، وقد اعتبر بعض المؤيدين أن هذا التشريع ضروري لتعزيز العلمانية ومحاربة التطرف، بينما يرى معارضوه أنه يشكل تمييزًا ضد النساء المسلمات بحسب "فرانس برس".
تأسس مفهوم العلمانية في فرنسا على قانون عام 1905، الذي يهدف إلى ضمان حياد الدولة تجاه الأديان، إلا أن هذا المفهوم، كما يرى بعض الباحثين، أصبح في السنوات الأخيرة أداة للتحكم في المظاهر الدينية العامة، مستهدفًا بشكل خاص المسلمين.. هذا التحول في تفسير العلمانية يثير تساؤلات حول ما إذا كان يهدف إلى حماية حرية الدين أم قمعها.
إيبيرينا، التي اعتنقت الإسلام في سن التاسعة عشرة، ترى في الرياضة مساحة للتنوع والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وتشير إلى أن ارتداء الحجاب لم يكن يومًا عائقًا في الرياضة، بل كان في نظرها وسيلة للتقارب بين الناس من مختلف الخلفيات، لكن تشريعات تعزيز العلمانية ومحاربة التطرف الجديدة قد تغير هذا المفهوم بشكل جذري.
تجارب شخصية من الحياة الرياضية
ساميّة بولجدري، وهي لاعبة كرة قدم فرنسية من أصل جزائري، تجسد تجربة العديد من الشابات اللواتي تأثرن بالقوانين المتعلقة بالحجاب، وتقول بولجدري إن حجابها كان السبب في منعها من المشاركة في المباريات رغم حبها الكبير للعبة. هذا الاضطهاد بسبب المظهر الديني يثير مشاعر الحزن والخيبة لدى الكثير من الرياضيات.
مواجهة مع اليمين المتطرف
وفي ظل الجدل المستمر حول هذا الموضوع، حذرت وزيرة الرياضة الفرنسية ماري بارساك من ربط الحجاب بالتطرف في الرياضة، بينما أكد وزير العدل جيرالد دارمانان ضرورة "الدفاع عن العلمانية" من خلال فرض هذه القيود، مؤكداً أنها خطوة لا بد منها لضمان الحياد في المجال العام، وهذا التوجه يثير قلقًا عميقًا بين العديد من الرياضيين الذين يشعرون بأن الحريات الفردية على المحك.
ولكن يبقى السؤال مطروحًا.. هل سيتحول مفهوم العلمانية في فرنسا إلى أداة للتمييز ضد الأقليات، أم سيظل وسيلة للحفاظ على التوازن بين حرية الدين والمشاركة العامة في الحياة السياسية والاجتماعية؟